ان الجوارح كلها تابعة للقلب فان خضع خضعت له الجوارح وان حب الله اذا ملىء القلب قاده الى طاعة الله فاتبعته الجوارح
والشوق والانس بالله هو اعلى المقامات وان الامة كلها مجتمعة على ان حب الله ورسوله فرض علينا
وفى الحديث الصحيح ان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال ما اعددت لها قال يا رسول الله ما اعددت من كثرة صلاة ولا سلام الا انى احب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
المرء مع من احب انت مع من احببت
وروى ان ملك الموت جاء الى الخليل ابراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال له هل رايت خليلا يميت خليله فاوحى الله اليه وهل رايت حبيبا يكره لقاء حبيبه فقال يا ملك الموت اقبض
وان حب الله لا ياتى الا بمعرفة الله فمن عرف ربه احبه ان العارف بالله عرف عظم نعم الله عليه فاوجب شكره
وراقب الله فى حركاته كان شغله ذكر من احب يجد اللذة فى منجاته يخشى الهجر اكثر من النار ويحب لقائه اكثر من الجنه واعلم ان من لم يعرف الله فى الدنيا لا يراه فى الاخرة وان من احب الله جعل الله انيسه فى خلوته وملاذه فى بلوته وقد قال الدارانى رحمه الله -ان لله عبادا ليس شغلهم عن الله عزوجل خوف النار ولا رجاء الجنه
فكيف تشغلهم الدنيا عن الله تعالى
وقال بعض اصحاب معروف
قلت له اى شىء اهاجك على العباده فسكت فقلت ذكر الموت فقال واى شىء الموت قلت ذكر القبر اى شىء ذكر القبر قال خوف النار ورجاء الجنه فقال واى شىء هذا
ان ملكا هذا كله بيده ان احببته انساك جميع ذلك وان كانت بينك وبينه معرفه كفاك جميع ذلك
وقال بعض السلف كنت وجدت حلاوة المناجاه فكنت ادمن قراءة القران ثم لحقتنى فترة فانقطعت فرايت فى المنام قائلا يقول
ان كنت تزعم حبى ----لما هجرت كتابى
اما تدبرت ما فيه-----من لطيف عتابى
وقال عبد الواحد بن زيد قلت لراهب لقد اعجبتك الخلوة
فقال لو ذقت حلاوة الخلوة لاستوحشت اليها من نفسك
قلت متى يذوق العبد حلاوة الانس بالله تعالى
قال اذا صفا الود وخلصت المعامله قلت ومتى
يصفو الود قال اذا اجتمع الهم فصار هما واحدا فى الطاعه
وعن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سريه فكان يقرا لاصحابه فى صلاتهم فيختم ب_قل هو الله احد-فلما رجعو ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال سلوه لاى شىء يصنع ذلك فسالوه
فقال لانها صفة الرحمن فانااحب ان اقرا بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخبروه ان الله تعالى يحبه -متفق عليه
واعلم ان حب الله وحب الدنيا لا يجتمعان والقلب الذاكر لا يتخلله الشيطان ومن ذاق لذة الحب انشغل بحبيبه عن الدنيا وما فيها
فاللهم لا تحرمنا لذة حبك وعز قربك وجلال نور وجهك اجعلنا بك سائرين لرضاك طامعين اليك راحلين
املىء قلوبنا بانسك زدنا شوقا اليك حتى ننسى انفسنا ونذكرك واجعل ذكرك زادنا فلا فلا تمتنا بمخمصة
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
من كتاب منهاج القاصدين-ورياض الصالحين
منقول للافادة
والشوق والانس بالله هو اعلى المقامات وان الامة كلها مجتمعة على ان حب الله ورسوله فرض علينا
وفى الحديث الصحيح ان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال ما اعددت لها قال يا رسول الله ما اعددت من كثرة صلاة ولا سلام الا انى احب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
المرء مع من احب انت مع من احببت
وروى ان ملك الموت جاء الى الخليل ابراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال له هل رايت خليلا يميت خليله فاوحى الله اليه وهل رايت حبيبا يكره لقاء حبيبه فقال يا ملك الموت اقبض
وان حب الله لا ياتى الا بمعرفة الله فمن عرف ربه احبه ان العارف بالله عرف عظم نعم الله عليه فاوجب شكره
وراقب الله فى حركاته كان شغله ذكر من احب يجد اللذة فى منجاته يخشى الهجر اكثر من النار ويحب لقائه اكثر من الجنه واعلم ان من لم يعرف الله فى الدنيا لا يراه فى الاخرة وان من احب الله جعل الله انيسه فى خلوته وملاذه فى بلوته وقد قال الدارانى رحمه الله -ان لله عبادا ليس شغلهم عن الله عزوجل خوف النار ولا رجاء الجنه
فكيف تشغلهم الدنيا عن الله تعالى
وقال بعض اصحاب معروف
قلت له اى شىء اهاجك على العباده فسكت فقلت ذكر الموت فقال واى شىء الموت قلت ذكر القبر اى شىء ذكر القبر قال خوف النار ورجاء الجنه فقال واى شىء هذا
ان ملكا هذا كله بيده ان احببته انساك جميع ذلك وان كانت بينك وبينه معرفه كفاك جميع ذلك
وقال بعض السلف كنت وجدت حلاوة المناجاه فكنت ادمن قراءة القران ثم لحقتنى فترة فانقطعت فرايت فى المنام قائلا يقول
ان كنت تزعم حبى ----لما هجرت كتابى
اما تدبرت ما فيه-----من لطيف عتابى
وقال عبد الواحد بن زيد قلت لراهب لقد اعجبتك الخلوة
فقال لو ذقت حلاوة الخلوة لاستوحشت اليها من نفسك
قلت متى يذوق العبد حلاوة الانس بالله تعالى
قال اذا صفا الود وخلصت المعامله قلت ومتى
يصفو الود قال اذا اجتمع الهم فصار هما واحدا فى الطاعه
وعن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سريه فكان يقرا لاصحابه فى صلاتهم فيختم ب_قل هو الله احد-فلما رجعو ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال سلوه لاى شىء يصنع ذلك فسالوه
فقال لانها صفة الرحمن فانااحب ان اقرا بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخبروه ان الله تعالى يحبه -متفق عليه
واعلم ان حب الله وحب الدنيا لا يجتمعان والقلب الذاكر لا يتخلله الشيطان ومن ذاق لذة الحب انشغل بحبيبه عن الدنيا وما فيها
فاللهم لا تحرمنا لذة حبك وعز قربك وجلال نور وجهك اجعلنا بك سائرين لرضاك طامعين اليك راحلين
املىء قلوبنا بانسك زدنا شوقا اليك حتى ننسى انفسنا ونذكرك واجعل ذكرك زادنا فلا فلا تمتنا بمخمصة
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
من كتاب منهاج القاصدين-ورياض الصالحين
منقول للافادة